إن التحليل الفني للاسواق المالية هي طريقة لتحليل أسعار الأصول المالية عن طريق دراسة الأسعار التاريخية على المخططات و دمجها مع مؤشرات فنية و برامج مختصة تربط السعر بالزمن تساعدك على التنبؤ بالسعر المستقبلي للأصل المحدد. وإعتمدها الآلاف من المستثمرين على الصعيد الدولي نظراً لنهجها البسيط و الفعّال في تحليل السوق ينظر إلى التحليل الفني الكثيرون على أنه الطريقة الوحيدة للتنبؤ بدقة بحركات الأسعار المستقبلية أثناء تداول الاسهم و الفوركس على المخططات . يتضمن التحليل الفني للاسواق المالية قراءة المخططات التحليلية للسوق و تحليل المؤشرات الفنية في محاولة للتنبؤ بدقة بموعد إرتفاع أو إنخفاض سعر الأداة المالية و مقدارها . على عكس التحليل الأساسي، الذي يتضمن تحليل آخر أخبار الفوركس و عوامل الاقتصاد الكلي للتنبؤ بحركات السوق ، فإن التحليل الفني يهدف الى الوصول إلى الأرقام المعروضة على الرسم الباياني ، يساعدك هذا النوع من التحليل على إدراك متى يجب عليك الدخول أو الخروج من صفقاتك في السوق . يعتقد الكثير من الناس أن التحليل الفني للاسهم يلعب دوراً مهماً في مجموعة الأدوات المستخدمة لكل مستثمر ، إنه مبني على تحركات الأسعار ، وأن السعر يحتوي على جميع المعلومات اللازمة عند تقرير شراء أصل ما أو عدمه . بالإضافة إلى ذلك، فإن السعر الحالي يمكن أن يكون دليلاً للأسعار المستقبلية، مما يعني أنه يمكنك تحديد ما يجب القيام به تالياً من خلال تحليل ما حدث للتو . ببساطة أكثر، تهم الحقيقة أكثر من السبب ، نادراً ما يشعر المتداولون الفنيون بالقلق حيال سبب حدوث شيء ما؛ حيث يتم تقديم إجاباتهم من خلال تحليل الرسوم البيانية ، هذا يعني أنه بغض النظر عن وجهة نظرك المعينة للأداة المالية ، كل ما عليك فعله هو تحديد ما يحدث في السوق حالياً و في ما سبق لكي تستنبط ما سيحدث في المستقبل .
يرجع تاريخ التحليل الفني بمفهومه الحديث إلى الصحفي الأمريكي "تشارز داو"، الذي قام بتأسيس شركة داو جونز" للمعلومات المالية والإخبارية عام 1882م مع زميليه "إدوارد جونز" و"تشارلز بيرجستريسر"، ثم أسس بعدها أول صحيفة اقتصادية في العالم وهي "جريدة وول ستريت" والتي بدأ فيها بكتابة مقالات متخصصة عن المتاجرة في سوق الأسهم اعتمد فيها على ما أسماه بنفسية السوق. وظل "داو" يكتب مقالاته التي كان يناقش فيها حالة سوق الأسهم الأميركي وتوقعاته له بناء على نفسية السوق إلى أن توفى عام 1902م، حتى جاء من بعده "هاملتون" الذي أهتم بأسلوب "داو" واستكمل الكتابة في جريدة "وول ستريت" مطبقًا الأسلوب ذاته. ولم يترك "داو" فروض أو قواعد معينة لنظريته وإنما كانت بداية ظهور "نظرية داو" عام 1932م، حينما قام "روبرت ريا" بتخليص ما يقرب من 250 مقالة من مقالات "داو" و"هاملتون" ليقدم نظرية داو التي كانت نواة لنشأة علم التحليل الفني الحالي.
يعتمد التحليل الفني على 3 نظريات و مفاهيم أساسية يستند عليها المحللين في تفسير بيانات السوق و هي: 1. حركة السعر تشمل كل شيء يستمد الإطار المنطقي و مبرر التحليل الفني من نظرية داو في التحليل الفني للاسواق المالية، التي تدعي أن السعر يعكس بدقة جميع المعلومات ذات الصلة به. و بالتالي، فإن أي عامل له تأثير على العرض والطلب (القوى الأساسية لتحريك السعر) سينتهي بالظهور حتماً على الرسم البياني. أما بالنسبة إلى الأحداث الخارجية غير حركة السعر على المخططات، غالباً ما تصبح عديمة الفائدة، لأنها غير قابلة للتحقق و يمكن أن توفر بيانات غير موثوقة. 2. تتحرك الاسعار في إتجاهات عامة يميل المحللون الفنيون إلى تفضيل طبيعة السوق التي تملك إتجاهاً عام - وهو فكرة آخرى لنظرية داو. يمكن للأسواق أن تتحرك في إتجاهات صعودية - السوق الصعودي يخلق بإستمرار قمم و قيعان مرتفعة، بينما في الصورة الكبيرة للسوق يبدو أن السعر يقفز للأعلى و الأسفل داخل ممر صعودي. هناك سلوك مشابه في السوق، و لكن يتميز بقمم و قيعان منخفضة للأسعار، و يشكل إتجاهات هبوطية – و هو السوق الهبوطي. يُطلق على أسواق الإتجاهات الأفقية إسم سوق النطاقات المحدودة و لا يعتبر مكاناً مرغوباً فيه للمتداولين. هذا لأنه خلال فترات هذه النطاقات، لا يكاد أن يكون هناك أي طريقة للتأكد من ما سيحدث تالياً على مخطط الأسعار و إن التحركات فيه صغيرة جداً لا توفر فرص تداول مثيرة. و يعني سوق النطاقات المحدودة أن البائعين و المشتريين متساويين في القوة إلى حد ما، و لا يتمتع أي جانب بالقوة الكافية للسيطرة على الآخر لفترة كافية لتشكيل إتجاه عام. تتراوح فترات النطاقات المحدودة في الأسواق متوسطاً حوالي 60٪ من الوقت، مما يجعل تحديد الاتجاهات العامة للسوق في غاية الأهمية. تجدر الإشارة إلى أن التحليل الفني للفوركس لا يهتم كثيراً بـ "أسباب" حدوث الأشياء. على سبيل المثال، "لماذا تحدث الاتجاهات؟" سيكون سؤالاً معقولًا، لكن بالنسبة للمتداول الفني، فهو غير مهم تماماً. إنهم لن يهتمو بمعرفة كيفية تحديد الإجابة. بالنسبة لهم، فإن وجود الاتجاهات هو مجرد حقيقة مثبتة تجريبياً. 3. التاريخ يعيد نفسه يتفق الفنيون على أن المستثمرين، ككل، يعملون في أنماط. بسبب هذا السلوك، يعتقد الفنيون أنهم قادرون على تحديد الأنماط بدقة و إيجاد الصفقات ذات الاحتمالية العالية. كل ما يحتاجونه هو أفضلية إحصائية صغيرة، مضروبة في التكرار و الرافعة المالية. مع ذلك، لا يعتبر التحليل الفني لوحده أفضل فكرة لفهم سلوكيات السوق بشكل عام. غالباً ما يستخدم نوع من المزيج التحليلي، إلى جانب التحليل الأساسي أو تحليل ميول السوق. في حين قد يتفوق الفنيون في تحديد وتأكيد الإتجاهات، فإن البينات الأساسية هي التي تنظم الظروف لتطور هذه الاتجاهات. يستخدم المتداولون البيانات التاريخية لإختبار إستراتيجيات التداول. كما هو الحال مع جميع النتائج الإحصائية في أي مجال من مجالات النشاطات البشرية، لا تضمن البيانات الماضية أن يستمر النمط أو الإتجاه في المتسقبل، ومع ذلك فهي وسيلة تجريبية مفيدة.
التحليل الفني لأنماط الرسم البياني في هذه الدراسة، يستخدم المحللون الفنيون أدوات الرسم، مثل الخطوط الأفقية وخطوط الاتجاه ومستويات فيبوناتشي، لتحديد أنماط الرسوم البيانية المعروفة، مثل تشكيلات المثلث المتماثل وأنماط التوحيد. هذه الأنماط، بمجرد تحديدها، توضح قوة وضعف كل من المشترين والبائعين في السوق المعني. التحليل الفني لنماذج الشموع اليابانية في هذه الدراسة، يستخدم المتداولون مخططات الأسعار، مثل مخططات الشموع، التي تعرض مستويات أسعار الإفتتاح والإغلاق و أعلى سعر و أقل سعر لإطار زمني معين. يستخدمون هذه الرسوم البيانية في محاولة لتحديد أدلة على سلوك المشترين والبائعين في فترة زمنية قصيرة. مؤشرات التحليل الفني هذا هو المكان الذي يستخدم فيه المتداولون المؤشرات الفنية للمساعدة في فهم حالة السوق. على سبيل المثال، تقدم العديد من المؤشرات إشارات عندما يكون السوق في منطقة ذروة الشراء أو ذروة البيع. يمكن أن توفر المؤشرات الأخرى للمتداولين أدلة على الزخم الصعودي أو الهبوطي و غيرها الكثير. هناك بالفعل العديد من الطرق لإجراء التحليل الفني للأصول المالية. في جميع الحالات، يعتمد المحلل الفني على بيانات الأسعار التاريخية لتحديد الأنماط التي يمكن التعرف عليها وتكرارها. ثم يتم تحليل هذه الأنماط لمساعدة المتداولين على تحديد الحالة الصحيحة للسوق، بالإضافة إلى النقاط المحتملة للدخول إلى السوق والخروج منه.
ما الفرق بين التحليل الفني و التحليل الأساسي ؟ ما هو التحليل الفني و ما هو التحليل الأساسي؟ ببساطة يعتمد تحليل الفوركس على نوعين من طرق تحليل السوق : التحليل الفني و التحليل الاساسي . و اللذان يشكلان عامودان الأساس لأي تحليل لسوق المال العالمي و الذي يساعد المتداولون على الحصول على رؤية أعمق و أفضل للسوق و العرض و الطلب و يمّكنهم من التنبؤ و اللإستفادة من إتجهاته و تحركاته المستمرة لصالحهم . التحليل الفني : • دراسة مخططات الأسعار وأنماط الأسعار يعتمد التحليل الفني للأسهم بشكل أساسي على : • تحركات الأسعار على الرسوم البيانية . • تشكيل نماذج الشموع اليابانية . • الإتجاهات . • مستويات الدعم و المقاومة للقمم و القيعان . • المؤشرات الفنية المختلفة . ¤ التحليل الأساسي : • دراسة البيانات الاقتصادية أو بيانات شركة معينة ¤ بينما يعتمد التحليل الاساسي على : الأخبار العالمية الإقتصادية، السياسية و الإجتماعية البيانات السوقية و الإقتصادية المختلفة، مثل أسعار الفائدة، الناتج المحلي الإجمالي، تقارير البيع بالتجزئة، تقارير الوظائف و البطالة و غيرها. مستويات التضخم و المزيد من العوامل الجيوسياسية و الاقتصادية . يعتمد التحليل الأساسي على الافتراضات للمدى القصير، بأن الأسعار ستتحرك و تتفاوت مع هذه التصريحات و الأخبار ، ولكنها في النهاية سوف تعود إلى السعر "الصحيح" ، و تكون فرصة التداول هي بالضبط الفترة التي تحدث فيها هذه التحركات صعود و نزولاً أو العكس . بشكل عام ، لا يعتبر التحليل الأساسي لسوق الصرف الأجنبي الأداة التي توفر لك نقاط دخول و خروج دقيقة للتداولات . لذلك ، يعتمد المتداولون المحترفون على مزج هذين النوعين من طرق تحليل الاسواق المالية لكي يحصلو على افضل رؤية عن العرض والطلب و صورة السوق أمامهم .
إن التحليل الفني للأسهم و الاسواق المالية هو وسيلة لتقييم أدوات التداول من خلال تحليل السجل الإحصائي لتاريخ لأسعارها. لا يهتم التحليل الفني بالعوامل التي تؤثر على البائعين و المشتريين و العرض والطلب أو أي عوامل أخرى قد تؤثر على الأسعار. بل فقط من خلال تحليل ما حدث مسبقاً بالفعل، يمكن للمتداولين الفنيين إكتساب الثقة التنافسية. في معظم الأحيان، يلتزم تاريخ الأسعار بالمخططات عن طريق الرسوم البيانية المختلفة، مع كون الشموع اليابانية واحدة من هذه الطرق. يتم إستخدام أدوات متنوعة مثل خطوط الدعم و المقاومة و خطوط الإتجاه و المؤشرات الفنية لتحليل المخططات في محاولة لتحديد الأنماط العامة للسوق. الأنماط هي المفهوم الأساسي في التحليل الفني للفوركس الذي يدور حوله كل شيء. إن وجود الإتجاهات في السوق هي حقيقة مثبتة تجريبياً، وهي ذات أهمية قصوى لكل متداول فني. على الرغم من تعرض التحليل الفني اليومي للنقد في بعض الأوساط الأكاديمية بسبب عدم كفاءتها، إلا أن معظم المتداولين العمليين من مختلف الأسواق المالية يطبقون شكلًا من أشكاله على الأقل، عادةً ما يتم ذلك بمزجه مع طرق طرق أخرى للتحليل.
يمر النشاط الاقتصادي بمراحل متناوبة بين الازدهار والكساد، ويصعب التنبؤ بالدورات الاقتصادية، حيث تستمر هذه المراحل لفترات طويلة المدى يختلف طولها طبقاً لطبيعة الحالة الاقتصادية في الدولة. ويطلق على هذه المراحل اسم الدورة الاقتصادية Business Cycle كما تعرف " بدورة الازدهار والكساد ". الجدير بالذكر أن تقلبات الدورة الاقتصادية بين النمو والتراجع هى نتيجة للمتغيرات الاقتصادية الكلية مثل الناتج المحلي الإجمالي، ومعدل البطالة، ومستويات التشغيل، والتصخم، والإنتاج، وغيرها . ¤ وتتكون الدورة الاقتصادية من 4 مراحل رئيسية هما : 1. النمو Expansion : تتميز هذه المرحلة بالازدهار والتوسع الاقتصادي، وخلالها يرتفع التوظيف وتسجل المؤشرات الاقتصادية قراءات إيجابية، ويستمر النشاط الاقتصادي في النمو ببطء . 2. القمة Peak : في هذه المرحلة يصل النمو الاقتصادي إلى ذروته، ويشهد الاقتصاد ارتفاع في الأسعار وحجم الإنتاج، ويصل النشاط الاقتصادي إلى مستويات التوظيف الكلي. وتعتبر هذه المرحلة هى نقطة تحولية ينتقل بعدها الاقتصاد من الصعود إلى الهبوط. 3. التراجع Recession : تتسم هذه المرحلة بتراجع الأسعار والإنتاج، وخلالها ترتفع معدلات البطالة ويكون فيها النشاط الاقتصادي في وضع انكماش، وتسجل معظم المؤشرات الاقتصادية قراءات سلبية. 4. القاع Trough : في هذه المرحلة يصل النمو الاقتصادي إلى أدنى مستوياته، ويشهد الاقتصاد انخفاض حاد في الأسعار وحجم الإنتاج، وتسود البطالة. وتعتبر هذه المرحلة هى نقطة تحولية ينتقل بعدها الاقتصاد من الهبوط إلى الصعود .